الثلاثاء، نوفمبر 04، 2008

مشاهد




صورة حديثة لميدان التحرير
وتحتها صورة قديمة لميدان رمسيس (باب الحديد سابقا
ميدان التحرير

  من منا لايعرف ميدان التحرير في قلب القاهرة ،وهو يعتبر من اهم الميادين في القاهرة ،فهو به المجمع ،وهو اكبر مجمع حكومي للأجانب والمصريين، حيث تتم فيه معظم الأجراءات الرسمية للمواطنين ،وهو من المعالم البارزة ،حيث انه كان قصرا لمحمد علي باشا( سابقا )،ويليه من جهة اليمين جامع عمر مكرم ،وهو من الجوامع العتيقة وبعده ،معهد الدبلوماسيين (وزارة الخارجية سابقا) .ومبني،جامعة الدول العربية ،وفندق النيل هيلتون( سابقا)، والذي سمي بفندق النيل بعد ان آلت ملكيته للحكومة المصرية ،والمتحف المصري، ومن خلفه ميدان عبد المنعم رياض، وفية اكبر تجمع للمواصلات لجميع انحاء القاهرة ،كما به ايضا الخطوط الجوية السودانية ،والسنترال وقهوتي 
وادي النيل والتحرير المشهورتين.....الخ
     والشاهد في الأمراني: كنت اتناقش مع احد اخواني المصريين عن الحملة الأخيرة ضد النقاب ،وأصداء أقوال شيخ الأزهر ،ومنع المنقبات من السكن في المدينة الجامعية .

سألني محدثي فجأة وقال لي: لماذا سمي ميدان التحرير بميدان التحرير؟؟؟؟؟ احترت !!!!!!!! وتعجبت
والحقيقة لم أسأل نفسي طول هذه السنين عن هذا المسمي
فأجبته :ربما لتحرير مصر بقيام الثورة عام 1952
قل لي أبدا هو كان يسمي ميدان الأسماعلية وسمي بميدان التحرير لأن صفية زغلول  وهي زوجة سعد زغلول،والحركة النسائية قادن مظاهرة، وعندما وصلن ميدان التحرير خلعن الحجاب  امام الجنود الأنجليز تعبيرا عن تحرر المرأة من الحجاب في ذلك الميدان،
وسمي ميدان التحرير تعبيرا عن هذا التحرر!!!!
     قلت سبحان الله التحرر انواع التحرر كثيرة ولكن ياتري :هل صحيح ان الحجاب أو النقاب هو سبب تخلفنا ،مع ان تقدم المسلمين كان في أوجه  عندما كان
المسلمين متمسكين بتعاليم الدين الأسلامي

###############################################################################
    
سائقة سورية تقف امام عربتها التاكسي
سيده مصرية تقود ميكروباس محملا بالركاب البديل سائقات حريم
صدق او لاتصدق سائقات في مصر من الحريم ،اربعة نساء بدأن القيادة في مدينة نصر ،كنت اركب حافلة(ميكروباس)،من وسط البلد لمدينة نصر، وعندما وصلنا الي احد المواقف، كانت توجد حافلة (امامنا)وفجأه بدا السائق الذي اركب بجوارة التعليق علي السائقة التي تقود الحافلة امامنا ،سألته باستغراب لماذا تقول: سائقة :فرد علي انها فعلا سيد،ة ويوجد اربعة مثلها يقودن الحافلات لتوصيل الركاب وهن يقدن حافلات(ميكرباسات) ملاكي،واسرع بي السائق لكي يريني هذه السيدةو عندما حازاها رأيت بما لايدع مجالا للشك سيده محجبة تلبس اسود وتقود الحافلة (الميكرباس)بكل ثقة ومهارة.
سالت نفسي هل هي ظروف الحياة هي التي جعلت هذه السيدة لأمتهان هذة المهنة الشاقة ،ام سيكون هذا بديل للسائقين، خصوصا بعدما كثر الحديث هنا في مصر عن ان سائقي الميكروباسات أصبحو من مدمني المخدرات والمسجلين خطروالسوابق!!!!!.
وتزكرت تاكسي السيدات في سوريا حيث تقود التاكسي سيدة والراكبة لازم تكون سيدة وممنوع الركوب للرجال وذلك في محاولة منهن لتخفيض ظاهرة التحرش بالسيدات ،ولكن هنا في مصر سيدات يقدن اي راكب لافرق بين رجل او امرآءة،وبأمان تام خاصة

انني شاهدت ذلك باليل.



كلنا خلق الله وماحدش احسن من حد ،والمسجد الأرهر للجميع ،وهو بيت الله(لسن حال هذة القطة وهي تأخذ القيلولة في اطهر بيوت الله.


بشائر رمضان(رجب)







فجأة وجدت ان رمضان قد حان ،خمسة أيام علي دخول الشهر العظيم وهلتة علينا .



ولكن في الحقيقة هو لم يأتي فجأة فقد شعرنا بقدومة منذ طلعة غرة رجب الميمون ، هذا كان اعلانا بقدوم شهر رمضان المعظم ، ولشهر رجب اشياء تميزه ودائما اتذكرها منذ الطفولة ، وهي الصيام في عدد من ايام هذا الشهر وخصوصا يوم 27 رجب 0



وكذلك الأعداد لرمضان منذ قدوم هذا الشهر وخصوصا في بلدي السودان حيث تقوم النساء بصناعة ذلك المشروب السوداني الشهير (الحلو مر) ،مشروب اسمة غريب فهو من شقين حلو +مر هذا تمازج غريب ،ولكن في الأسم فقط ولا اعرف لماذا سمي بذلك الأسم ولكن طعمة اكثر من رائع وله لزة خاصة فهو بارد في المعدة ويذهب العطش خصوصا في رمضاء رمضان ،كما انه غنئ بالمواد الغذائية التي تدخل في تكوينة ،والأغرب من ذلك طريقة اعداده التي تاخذ من ربة البيت كذا يوم من اعداد وتحضير، وتهيئة لصناعتة ،وعندما يكتمل التحضير تدعو النساء ليشاركنها في اعداده ويكن يوم كامل من السمر والعمل والأكل والشرب وو000(النميمه)،بس مش كلهن!!



وايضا يذكرني هذا الشهر بعقد الزيجات وخصوصا يوم 27 رجب لبركتة ليكون زواجا سعيدا باذن الله 0



اما هنا في مصر فيذكرني بمولد السيدة زينب رضي الله عنها وال البيت جميعهم ، وهو من اشهر الموالد في مصر فيه الذكر المتنوع من جيع الطرق الصوفية والأناشيد الدينية العزبة وخصوصا المادح الكبير شيخ التهامي ، ولذلك حزنت جدا عندما منع هذه السنة بسبب الخوف من انتشار انفلونزا الخنازير ،رغم ان المسارح والسينمات مفتوحة، وهي قاعات مغلقة ،وفرصة انتشار المرض فيها اكبر0







اهلا رمضان



جلست علي الكرسي الأخير بجوار شباك الحافلة(الميكروباص) ،عائدا من مشوار كان مع احد الأصدقاء لشراء بعض الحاجيات لهذا الصديق ،وبينما انا في انتظار امتلاء السيارة بالركاب كنت اعد الدقائق وهي تمر كانها ساعات بسبب ارتفاع درجة الحرارة مع ارتفاع في درجة الرطوبة مما يجعل الجو خانقا ،ورغم اني عند الشباك كنت مخنوقا مما جعلني افتح بعض ازرر القميص ،واتلفت من حولي بلامبالاه، وتبلد ظاهر ناظرا الي الأذدحام من حولي ،وحركة السيارات مع ارتفاع صوت الابواق مختلطة بصوت مناداة البائعين وكمسارية السيارات ،مما يسبب لك حالة من الملل يصعب شرحها ،او تصورها.



واخيرا اكتمل عدد الركاب ،وانطلقت بنا الحافلة (الميكروباص) والتي كان يقودها شاب تحس وكانه يقود دراجة وسط ميدان فاضي ،وليس وسط سيل من السيارات التي يحاول هذا الفتي تخطيها بكل فهلوة، وحرفنة، وكان اللذين يحملهم من ركاب ليسو من البشر بلحم ودم ،ورغم صوت التسجيل المرتفع بشده ،وصوت المغني الذي يصدح باغنية شعبية لاتعرف هل هي اغنية، ولاكلام، ولا حاجة تانية،رغم كل ذلك، وتجد هذا الفتي يتكلم في الموبايل ،ويقود بيد واحدة بها السيجارة مشتعلة.



مع كل هذا شعرت بانتعاش مع تحرك السيارة ،وتحرك الهواء ،فاخذت نفسا عميقا من هذا الهواء المنعش ،الذي ارجع لي هدوء النفس ،فاغمضت عيني وسرحت مع حبل من افكاري عن شهر رمضان، الذي قرب قدومه ،وسالت نفسي: ياتري هل الحرارة ستكون عالية هذه السنة بعد ان تعلمنا علي الصيام هنا في مصر في الشتاء، وماذا ستفعل بنا المنبهات مثل الشاي، والقهوة، والسجائر لمن يدخنون ، ام ستكون الصعوبة في اليوم الأول فقط .



وبينما انا غارق في افكاري تنبهت لمحاورة ،ومناقشة ساخنة بين ركاب السيارة ،وطرق سمعي كلمة رمضان مما لفت نظري، وجعلني اركز في النقاش الدائر، سمعت الأول يقول:ده الشهر ده ربنا يستر جاي رمضان، ومعاه المصاريف الكتيرة ،وربنا عالم في الغلاء اللي احنا عايشنو ده ،ها نعمل اية ولا ايه؟ ده كيلو اللحمة ،بكذا والزيت والرز والعيش وكل حاجة نار ، ده انا دخلت البقالة اشتريت جبنة وحاجات مش ادي كده اتحاسبت باكتر من خمسين جنية .



ورد علية الثاني هو: ياريت علي رمضان وبس ده بعدية العيد يعني خبيز وكحك وكسوة عيال ياعالم الواحد اجيب ليهم من فين؟



ودخل الثالث في الحديث وقال: هو انتم ناسين حاجة مهمة، دي المدارس ها تفتح بعد العيد علي طول ودي سنة جديده يعني رسوم مدارس، ومصاريف من ملابس ومستلزمات مدارس بالشئ الفلاني.



رد واحد رابع : انتو ناسين حاجة كمان ،ده كل الناس جاية من المصايف يعني اللي كان محوشنو كله صرفوه في المصيف ،يعني مافضلش غيرا نو الواحد اشحت؟.



بدات اتأمل في هذه الوجوه الواجمة واتفرس في هذه الملامح الطيبة التي رغم المعاناة ضاحكة وصابرة ، وقلت لنفسي هذا هو الشعب المصري.







رمضان كريم



كل سنة وانتم طيبين

















دعوة اولي وأخيرة
دعاني اخي عثمان من دولة عزيزة من دول افريقيا للافطار ، ذهبت اليه رغم الجو الحار وتعبي في ذلك اليوم وشعوري بالعطش والأرهاق ،فكان لابد ان اذهب لأنه الأفطار السنوي للاتحاد الطلابي لدولتهم ، وفعلا ذهبت ووصلت قرب آذان المغرب ، وكان في استقبالي عثمان صديقي وبعض القائمين علي الدعوة من اعضاء الأتحاد، استقبلوني بكل حفاوة واحترام ،وجلست مع الجالسين وفعلا اذن المغرب، ووزعوا علينا البلح وكوب من الشاي الحليب وسندوتش زبده، وكنت عطشان جدا، فلم استطع ان اطلب ماء ،او عصير ،كما لم استطع ان اكل سندوتش الزبدة، وكان في اخ بجانبي. سالني بعد ان رآني عازف عن اكل السندوتش، وارشف في الشاي بصعوبة ،محاولا ان اخفف به شدة الظمأ، سالني ان كنت اريد هذا السنتدوتش : فأجبتة بالنفي فاخذه وبدا ياكل فية بتلذذ ظاهر، ونظرت للآخرين لعلي اري، او اسمع احدهم يعترض علي هذا الافطار الغريب ، ولكني اصبت بالدهشة، لأن الكل في انبساط وحيوية ، مت من الغيظ وقلت لنفسي: أصلي معهم المغرب ،وأخرج لأقرب بقالة ،او مطعم، او حتي مائدة رحمان في الشارع، او اي مسجد واكمل افطاري ،او في الحقيقة افطر،لاني لم اذق طعم الأكل .
صلينا المغرب جماعة ،وكان الأمام شيخ أخلص في قراءة السور الطويلة ،وعندما سلمنا بدا الشيخ بدرس عن رمضان، وموعظة دينية قيمة ، ولكن بصراحة لم اتابعها كلها، وكنت افكر كيف استأذن واخرج ، وقلت لنفسي لو خرج واحد :انا اخرج بعده مباشرتا ، ولكن للأسف لم يتحرك اي احد .
انتهت الندوه، او في الحقيقة توقفت الندوة عند آذان العشاء ، وبعد الآذان صلينا العشاء جماعة ،لاحظ كل هذا وانا لم افطر الا ببلحة، وكوب شاي بحليب، المهم انتهت صلاة العشاء ولبست حذائي وقررت ان اذهب ، فودعت اخي عثمان وشكرته علي الأفطار مجاملة مني له، ولكنه ضحك وقال لي اي افطار تقصد ؟ نحن لم نفطر الآن سيحضر الأفطار. قلت له مش نحن اكلنا سندوتش الزبده وشربنا شاي الحليب!،رد علي وقال : نحن من عوائدنا لانأكل الا بعد العشاء وناكل سندوتش الزبدة، ونشرب الشاي بالحليب .لأن المعدة خاوية طول النهار!!!!، وهذا صحي للصائم؟؟؟، وذهبنا للمائده، وكان الأكل عبارة عن صينية كبيرة مليئة بالأرز مع الباذنجان، والخضار المشكل وفية كمية من الزيت واضحة ، وفي الحقيقة انا مع عطشي لم استطع ان آكل ،المهم اكلت معهم قليل، واستأذنت من صديقي ،وفي تفكيري ان لا البي لعثمان اي دعوة اخري في رمضان.





زقازيقاب(صور من مدينة الزقازيق)





مسجد زراعة من الداخل














مدخل عمارة مؤسس الزقازيق الحديثة وقائد نهضتها المرحوم الدكتور طلبة عويضة(رحمة الله).وتسمي بعمارة الأوقاف في شارع المحافظة.
كتبوا عن مدينة الزقازيق:




زقازيق الثمانينات تستحق التوثيق لان المجتمع السوداني فيها بحق نموزج حي لسودان الزمن الجميل00 أخوة وزمالة وصداقة بمعني الكلمة .. تلاحم وتعاون ووقوف بجانب الآخر في الشدة وممارسة الحرية بمنتهي المسئولية ، من قبل الطالبات وقتها رغم الحرية المتاحة0
الزقازيق منحتنا ايام جميلة واصدقاء رائعين ، ومع ذلك هي مرهونة في ذاكرتي بالراحل الدكتور طلبة عويضة 00شاءت الأقدار ان يعمل هذا مديرا لجامعة القاهرة فرع الخرطوم بداية السبعينات ..
عاد الي مصر بعد انتهاء فترته مسكونا بحب السودان والسودانيين ، وعندما عين رئيسا لجامعة الزقازيق فتح بيتة ومكتبه لخدمة السودانيين ولا أعتقد رغم كلمات الأنشاء التي نسمعها من المسئولين المصريين عن الشعبين الشقيقين ان شخصا حب باخلاص وخدم الشعب السوداني كما خدمه د0طلبة عويضه00 نسأل الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناته 00000تمنيت لو اطلق اسمة علي احد شوارع الخرطوم تخليدا لذكراه ، كثيرا ما نردد مع احمد المصطفي الوفاء معروف فينا من بدري 00 ومن الوفاء ان نرد للرجل بعضا من جمائله0
منقولة0






من العمارات المشهورة التي سكن فيها كثير من الطلاب(بيت الجاك) لاأعرف لما سميت بهذا الأسم ، ومن الواضح ان حمي بناء الأبراج بالزقازيق قد وصلتها لأني لاحظت ان كثير من العمارات ازيلت وبني مكانها ابراج كبيرة.






مدخل الأتحاد(لو كان هذا السلم ينطق لحكي لنا عن كل رجل دبت علية وياتري اين صاحبها الآن ماذا فعل به الزمن ،من توفي ومن عايش وكيف هو واين هو ،وهل ياتري سنلتقي في هذه الدنيا ام سنرحل كما رحل الكثيرون من اصدقائنا قبل ان نلتقي بهم ، نتمني ان يجمعنا الله في دار الخلد والنعيم مثلما جمعنا في هذا الجمع في الدنيا ......اللهم آمين.











عمارة الأتحاد من الخارج












مركز جاويش الطبي جوار اتحاد الطلاب السودانيين













ميدان المحطة بالزقازيق عصمة محافظة الشرقية


















زيارتي للزقازيق








لكل( الزقازيقاب) الطلاب السودانيين الذين درسو بالزقازيق، هذه صور زيارتي لمدينة الزقازيق الحبيبة مع وعد مني للكتابة أثر عن هذة المدينة المضيافة وأهلها الطيبين.
0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000





























































وا معتصماة !!!!!!!! هل من مجيب؟؟؟؟


















لك الله يا غزة



ما أن اعلنوا هذا الانتصار المبكر حتى كانت المفاجأة الحقيقية، مفاجأة من العيار الثقيل، خرج شعب غزة من تحت الركام والدمار، خرج ليرد ويرد ويرد، ولتصل يد المقاومة إلى أماكن جديدة وبعيدة، هي المرحلة الأولى التي ربما تصل لاحقاً إلى تل أبيب، رغم تغطية سماء غزة بعشرات طائرات المراقبة ليل نهار، مفاجأة تلتها مفاجأة أخرى: غزة لم تنهار، وحكومتها لم تسقط، والسيطرة على الأوضاع مطلقة، ومفاجأة ثالثة أشد وأقسى: العالم من شرقه لغربه ومن شماله وجنوبه يثور دون أضلاع مثلث العدوان الاحتلال ومصر الرسمية وزمرة عبّاس، وتهب الضفة رغم القمع الرسمي المزدوج من الاحتلال وأذنابه .

اقنعوا أنفسهم بأنهم أعدوا لمفاجأة، فتجرعوا مرارة مفاجآت شعبنا البطل في غزة، صدقوا أكاذيبهم، وكذبها صدق أهلنا وأبطالنا في غزة، انكشفت ووضحت الأمور، العالم بات قرية صغيرة، والجرائم تنقل فوراً وعلى الهواء، ودون أن تضحك على عقول العالم الخطب الجوفاء، وتبريرات العملاء.

لكن

لنقارن بين ما حدث ويحدث في غزة مع أحداث تاريخية أخرى – مع الأخذ بعين الاعتبار أن غزة محاصرة منذ سنوات، وبأنها أكثر مناطق الأرض اكتظاظاً بالسكان، وبأنها مغلقة من القريب قبل البعيد:

· الضربة الجوية الوحيدة المماثلة ليوم السبت الماضي كانت صبيحة يوم 05 حزيران/يونيو1967، عشرات الطائرات على مئات الأهداف مع فارق الرقعة الجغرافية التي تبلغ عشرات أضعاف قطاع غزة
· سبقتها أيضاً خديعة سوفيتية بأنه لا عدوان على مصر
· خلال ساعتين انهارت كل وسائل الدفاع والاتصال في العواصم المستهدفة
· مع نهاية اليوم الخامس من عدوان 1967 (مثل يومنا هذا بعد 41 عام) كانت "اسرائيل قد احتلت أراض من خمس دول عربية هي مصر (شبه جزيرة سيناء وغزة)، وسوريا (هضبة الجولان والحمة)، ولبنان (مزارع شبعا)، والأردن (الضفة الغربية والغور)، والسعودية (جزيرتي تيران وصنافير على مدخل خليج العقبة)
· في اليوم السادس انتهت حرب عام 1967 بهزيمة مدوية للنظام الرسمي العربي
· لا زالت هذه الأراضي محتلة حتى يومنا هذا (بالنسبة لسيناء فهي محتلة بحسب الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي الذي عرف غزة بأنها محتلة لأن السلطة لا تستطيع أن تفعل فيها ما تشاء – بيانه بتاريخ 19/12/2008، وهو التعريف الذي ينطبق حرفياً على شبه جزيرة سيناء حيث لا تستطيع السلطات المصرية ادخال جندي واحد دون اذن الاحتلال)
· في صيف عام 1982 ومع بدء اجتياح لبنان، وخلال ساعات انهارت قوات منظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان، ووصلت قوات الاحتلال لمشارف بيروت
· في جنوب لبنان كانت هناك أسلحة وذخائر هي اضعاف أضعاف ما يملكه حزب الله وحماس مجتمعين
· لم يكن الاحتلال بقوته اليوم من الناحية التقنية والاستخباراتية
· كانت لبنان تحت سيطرة ياسر عرفات وخطوط الامداد مفتوحة والعالم يومها كان بقطبين
· صمدت بيروت صمودها البطولي، لكن وللأسف النتيجة كانت هزيمة رغم محاولات عرفات تجميلها في ذلك الوقت: هزيمة لأن شارون حقق الهدف من عدوانه بإخراج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان، وهزيمة لأن ذات المنظمة قبلت ما كانت ترفضه قبل الحرب – راجعوا القبول الخطي لوثيقة فيليب حبيب
· سقط في عدوان عام 1982 مئات الآلاف من الضحايا والجرحى

يظن بعض البلهاء أن نتائج المعارك تحسب بحجم الخسائر، فيجتهد بعضهم ويٌسهب في سرد خسائر الجانب الفلسطيني بسبب العدوان، ويظن بعضُ آخر من البلهاء أنه لابد من توازن عسكري حتى تقاوم الشعوب، فإن لم يكن هناك توازن عسكري فالأفضل هو التسليم والبيع على طريقة أوسلو ورموزها، رغم أن التاريخ وبالمطلق لم يشهد يوماً لشعب يقاوم أنه كان أقوى أو حتى في مستوى المحتل، لكن المقاومة تعني أن يصبح الاحتلال باهظ التكلفة ومن جميع النواحي فيندحر وينتهي.

ليست البلاهة وحدها التي تفرض عليهم مواقفهم، بل انعدام الأخلاق والضمير والاحساس، صور وأحداث تحرك الحجر لكنها لا تؤثر عليهم، مواقف فيها شماتة وتشفي، بل مزاودات رخيصة كالتي أطلقها أبو الغيط ورئيسه مبارك، وكذلك عبّاس، وباتوا يكررونها دون حياء بأنهم كانوا يعرفون بالضربة وحذروا منها، وليت "حماس" سمعت تحذيراتهم! أين المفاجأة العظيمة التي يتحدثون عنها؟ لكن الرد على مزواداتهم يكون – وتأملوا وتفكروا معي - بقوله تعالى:

الَّذِينَ قَالُوا لِإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( آل عمران الآية 168(

هذه هي مفاجآت شعبنا العظيم، المفاجآت التي غيرت خطاب عمرو موسى ومحمود عبّاس اليوم، ليتغنوا بالمقاومة وبالصمود، مفاجآت أجبرت الاحتلال ومن معه لإعادة حساباتهم، وعليهم أن ينتظروا مفاجآت أخرى من العيار الأثقل، لأن شعبنا لم ولن يقبل أن يستسلم أو يتنازل، حتى لو باع وخان بعض منحرف مهزوم يحتمي بالاحتلال وينتظر أن يعود على ظهر دبابة، وليعلم القاصي والداني أنهم حتى لو ابادوا شعبنا بأكمله، فإننا سننهض من تحت الدمار والركام مرات ومرات، وستبقى الراية مرفوعة إلى أن نحقق النصر بإذنه تعالى.


لا نامت أعين الجبناء



منقولة